مَن آمنَ باللهِ واليومِ الآخرِ | وحرية المعتقد في القرآن
بقلم شبير اللواتي
بسمه تعالى: {{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون [البقرة:62]}
هذه الآية الكريمة ذكرت كثيرًا في سياقات الاستدلال على حرّية اختيار الدّين في الدنيا وفي الآخرة، بناءً على الوعد الذي حوته هذه الآية لمعتنقي أديان مختلفة. ولابدّ لنا من وقفة مع القيد الذي نصّصت عليه الآية الكريمة، وهو "من آمن بالله واليوم الآخر" فالآية وعدت الفئات المذكورة ولكن بشرط دخول الفرد تحت هذا العنوان، فالمؤمن واليهوديّ والنصرانيّ والصابئيّ موعودً بالنجاة إن كان ممّن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا، وقد عنون القرآن بعض هذه الفئات بهذا العنوان في آياتٍ أخر، كقوله تعالى "لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ" (آل عمران 113- 115) . فما هو المراد بهذا القيد ؟
الإيمان بالله واليوم الآخر تارة نلحظه في حدّ نفسه، كاعتقاد قلبيّ لا أكثر، وتارة يتّجه اللحاظ إلى لازمه، ولازم الإيمان بالله، أي الإيمان بالمعبود الواحد سبحانه، الذي له تكون العبادة، وتجب طاعته علينا، والإيمان باليوم الآخر، أي بيوم الجزاء، يوم الثواب والعقاب، يوم الحساب، لازم الإيمان بهما الإلتزام بالحقّ الذي وصل للإنسان من الله سبحانه، اعتقادًا وعملًا، لأنه يعتقد بأن الله تجب طاعته، ولأنه يرى أمام عينيه حسابه في ذلك اليوم الآتي.
واستعمال الملزوم للوصول إلى اللازم - أو لإرادة اللازم مع الملزوم - ليس أمرًا غريبًا، وهي الكناية عند أهل البلاغة، ومنه قولهم "كثير الرماد" يريدون بذلك الكناية عن كرمه، لأن الكريم يكثر ضيافة الناس، فيكثر الطبخ، فيكثر الرماد عند داره. ومنه قوله سبحانه "ثم استوى على العرش" كناية عن بسط السلطة والشروع في التدبير بعد الخلق.
أمّا في موردنا، فنحن نريد تفحّص الآيات القرآنية التي ورد فيها هذا العنوان، لنرى، أتناسب موارد استعمال العنوان النظر إلى الاعتقاد فقط ؟ أم أنها تريد غير ذلك ؟[1]
الفئة الأولى من الآيات: الموارد التي دعا القرآن فيها للاتصاف بهذا الوصف وترك الكفر بهما، كما في قوله تعالى "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ" (البقرة 177)، ولعل منه قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً" (النساء 136).
- من الملفت في هذه المجموعة أن الله سبحانه - في آخر آياتها- دعا حتى المؤمنين إلى الإيمان، فما المراد به ؟
الفئة الثانية: هي الموارد التي جاء فيها هذا التعبير كشرطٍ لأمرٍ شرعيّ، منه قوله سبحانه "وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ" (البقرة، 228)، وقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" (النساء 97-99).
الفئة الثالثة: الموارد التي خصّص الله سبحانه فيها الخطاب المرتبط بالتكاليف الشرعيّة بالمتّصف بهذا العنوان، كقوله سبحانه "وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ" (البقرة 232)، وقوله سبحانه "فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَى عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ" (الطلاق 2)، ولعلّ منه قوله تعالى "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" (الأحزاب 21).
- الظاهر أن تخصيص الخطاب في الثالثة والاشتراط في الثانية لا يراد منه أنّ من لا يؤمن بالله واليوم الآخر يتاح له المجال لمخالفة هذا الخطاب أو ذلك الحكم الشرعيّ، وإنّما تريد الآية أن تشير إلى اقتضاء هذه الصفة لطاعة الله سبحانه في أوامره هذه، حاله من حال قوله سبحانه "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (الأنفال 1)، ليس المراد هنا أن غير المؤمن خارج عن الأمر بطاعة الله سبحانه ورسوله، ولكن الآية تريد أن تدفعهم نحو الطاعة فتحفّزهم بهذا التعبير، لأن مقتضى إيمانكم هذا طاعة الله.
الفئة الرابعة: الموارد التي قرن فيها الله سبحانه وتعالى ارتكاب المعاصي بعدم الدخول تحت هذا العنوان، منه قوله سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ" (البقرة 264)، "إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً * وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً * وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً" (النساء 36- 39).
الفئة الخامسة: إبراز التنافي بين الاتصاف بهذا العنوان وبين ارتكاب بعض المعاصي، ومنه قوله سبحانه "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ" (ألمجادلة 22)، وقوله سبحانه "لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ" (التوبة 44-45).
- الفئتان - الرابعة والخامسة - تؤكّدان المطلوب الذي أشرنا له في الوقفة السابقة، حيث أن المستأذن من النبيّ ص، أو الذي يودّ من حادّ الله سبحانه قد لا يكون منكرًا لوجود الله سبحانه أو ليومِ البعث، ولكن سوّلت له نفسه وشيطانه واتبعهما تقصييرًا وعصيانًا، ولكنّ الله سبحانه جعل ذلك -وهو في الخامسة أوضح من الرابعة- متنافيًا مع هذا العنوان، لأنه لم يلتزم بمقتضى الإيمان بالله واليوم الآخر -والذي تقدمت الإشارة إليه-، أو جعله متلازما مع عدم الاتصاف بهذا العنوان. ومن اللطيف ما في ختام الآية الأخيرة من الفئة الرابعة من عطف الإنفاق على الإيمان بالله واليوم الآخر، وهو بدوره يؤكّد ما تقدّم أكثر فأكثر.
الفئة السادسة: نفي هذا الوصف عن أهل الكتاب، في قوله سبحانه "قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (التوبة 29).
- وهنا يتّضح لنا وجه نفي هذا العنوان عن الذين أوتوا الكتاب، لأن الآية تتكلّم هنا عمّن أقيمت عليه الحجّة في صحّة الدين الأسلاميّ الذي جاء به النبي الخاتم ص، ولم يلتزموا بها، وهذا من أبرز أشكال عدم الالتزام بمقتضى الإيمان بالله واليوم الآخر، فلذلك نفت الآية عنهم هذا العنوان.
فالمتحصّل عندنا أن القيد في الآية ليس ناظرًا إلى نفس الاعتقاد بوجود الله سبحانه واليوم الآخر فقط، بل إلى مقتضى هذا الإيمان، ولذلك دعا -حتى المؤمنين- إليه، ووجّه خطاب التكليف لمن هو متّصف به، وأبرز تنافيه مع المعاصي، ونفاه عمّن لم يلتزم بالحجة التي أقيمت عليه.
ويلزم من هذا أنّ الآية محلّ البحث قد وعدت بالثواب الأخروي لمن اتّصف بهذا العنوان من هذه الفئات، أي من كان ملتزمًا بما تمّت الحجة عليه فيه ولم يكن قادرًا على الوصول لأكثر من ذلك، بحيث أنه لو أتيح له الوصول لأكثر من ذلك لسعى إليه والتزم به طاعة لله سبحانه وخوفًا من يوم الحساب.
وقد أشارت لهذا آيات متعدّدة من القرآن الكريم، فقد قال سبحانه "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (آل عمران 75-76)، وقال سبحانه "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" (ألبقرة 111- 112).
ويوافقه ما رواه الشيخ الكليني (في الكافي ج5، ح4730) عن "عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد؛ وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن ضريس الكناسي، قال: سألت أبا جعفر –ع-: …
قال: قلت: أصلحك الله فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد –ص- من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال: أما هؤلاء فإنهم في حفرتهم لا يخرجون منها، فمن كان منهم له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنه يُخَدّ له خَدٌّ إلى الجنة التي خلقها الله في المغرب، فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة، فيلقى الله، فيحاسبه بحسناته وسيئاته، فإما إلى الجنة وإما إلى النار، فهؤلاء موقوفون لأمر الله. قال: وكذلك يفعل الله بالمستضعفين والبله والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم، فأما النصاب من أهل القبلة فإنهم يُخَدّ لهم خدٌّ إلى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة، ثم مصيرهم إلى الحميم، ثم في النار يسجرون، ثم قيل لهم: أين ما كنتم تدعون من دون الله؟! أين إمامكم الذي اتخذتموه دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما؟!".
ومن لطيف ما نبّه عليه السيد الأستاذ أنّ الآية الكريمة لم تذكر هذا الحكم للمشركين، ويبدو أنّ وجهه قيام الحجة العقلية عليهم في بطلان ما ادّعوه من الشرك.
والحمدلله رب العالمين.
شبير سهيل اللواتي
* هذا البحث تلخيص لما أفاده السيد الأستاذ أبو الحسن حفظه الله في تفسير في هذه الآية الكريمة.
[1] ذكرت هنا الفئات التي لها تأثير قريب على البحث واقتصرت على بعض الأمثلة اختصارا، وأما الموارد الأخرى التي نبّه عليها السيد الأستاذ فهي مجموعتان:
الأولى: دعوى بعض المنافقين اتصافهم به ونفي القرآن ذلك عنهم، كما في قوله سبحانه "وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ" (البقرة 8).
الثانية: الموارد التي أطلق فيها هذا الوصف على غير المسلمين
Comments
Post a Comment