كيف نثبت أن الله ليس له خالق؟

 




بقلم حسن فلاح 


إثبات أن الله تعالى لا خالق له، يكون بعد الفراغ من إثبات أن كوننا محتاج في وجوده لغيره. 

‏وبعد إثبات ذلك نقول، هناك فرضيتان: 

‏١- أن السبب الذي أوجد الكون له سبب وسبب هذا السبب له سبب…وهكذا إلى لا نهاية. 

‏٢- أن الكون له سبب لا سبب له 

‏(وهو المطلوب)

فإذا كانت سلسلة الأسباب لا نهائية (الفرضية الأولى) فهناك احتمالان: 

‏أ- أن يكون كل فرد من سلسلة الأسباب حادثا، بمعنى أن كل فرد منهم قد أوجد بعده فردا آخر، ومن ثم هذا الفرد الآخر قد أوجد فردا آخر…وهكذا إلى أن وُجد كوننا.

ب- أن تكون سلسلة الأسباب اللانهائية موجودة منذ الأزل، بحيث يكون كل فرد من هذه السلسلة معتمدا في وجوده على الفرد الذي قبله، والذي قبله معتمد على الذي قبله، وجميعهم بهذا الوضع منذ الأزل، ومن ثم أحد أفراد هذه السلسلة أوجد كوننا.

والاحتمال (أ) باطل، لأن وجود الكون إن كان متوقفا على أعداد لا نهائية من الأسباب فسوف لن يوجد أبدا، فتخيل أن هناك قطع دومينو لا نهائية في العدد، وكانت هذه القطع تتساقط منذ الأزل، ومن ثم وضَعت قطعة أمام هذه القطع اللا نهائية، فهل سوف تسقط قطعتك؟

الجواب طبعا لا، لأن قطعتك حتى تسقط يجب أن ينتهي سقوط كل القطع السابقة عليها، لكن القطع السابقة لا نهائية، فكيف ينتهي سقوطهم جميعا؟

‏ولو فرضنا أن قطعتك قد سقطت، فذلك يعني أن عدد القطع السابقة على قطعتك محدودة، أي أن هناك قطعة أولى بدأ منها عملية السقوط.

فإذا اعتبرنا أن حدوث كوننا عبارة عن سقوط قطعة الدومينو الأخيرة، وسلسلة الأسباب السابقة عبارة عن قطع الدومينو الأخرى.

‏فإذا حدث كوننا فذلك يعني أن سلسلة الأسباب السابقة محدودة في العدد، وهناك سبب أول قد بدأ منه عملية وجود الأسباب الأخرى.

والاحتمال (ب) أيضا باطل، لأن كل فرد من أفراد السلسلة إذا كان معتمدا في وجوده على الفرد الذي قبله، والفرد الذي قبله معتمد على الذي قبله...وهكذا، فنسأل، لماذا هم موجودون أصلا؟ ولماذا لم يكونوا غير موجودين؟

فتخيل لو أن أمامك مجموعة من الكتب، وكانت جميع هذه الكتب موضوعة بشكل مائل بحيث كل واحد منها مستند على الآخر، فسوف تسأل نفسك، لماذا كل هذه الكتب موضوعة بشكل مائل، ولماذا لم تكن مستوية على الأرض؟ 

‏فيجب أن يكون هناك شىء ما -غير هذه الكتب- قد كان هو السبب في وضع كل هذه الكتب هكذا.

وكذلك الكلام بالنسبة لسلسلة أسباب الكون، فهي لا يمكن أن تكون موجودة هكذا بلا سبب، لأن كل فرد فيها محتاج في وجوده لغيره، وغيره محتاج لغيره…وهكذا، فيجب أن يكون هناك سبب خارج عنهم جميعا كان له الفضل في وجودهم.

مع الإشارة إلى أن إبطال هذا الاحتمال يبطل معه الاحتمال (أ) أيضا، لأن كل شىء يحتاج لشىء آخر، فيجب أن يرجع لسبب أول لا يحتاج لشىء، فيكون عندنا دليلين في إبطال الاحتمال (أ). 

‏فتبطل (الفرضية الأولى) وتتعين (الفرضية الثانية) 

‏ويثبت أن كوننا ينتهي لسبب غني، وهو الذي نسميه "الله". 


Comments

Popular posts from this blog

ما معنى أن الله خلق الأشياء بالمشيئة؟

شبهة لعن الإمام لزرارة في الروايات

ما هو التفويض الباطل؟