كلمة وموعظة في شهر الرحمة



بقلم مهدي نصار

جاء عن النبي صلى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان "أيها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله"، لابد للمؤمن أن يستذكر هذه الكلمات طوال الشهر الفضيل وبالخصوص بعد ليالي القدر لما قد يصيب البعض من الخمول، فلا ينبغي للمؤمن أن يقول إن المهم من هذا الشهر قد مضى وقد أنهينا الأعمال بأحسن وجه في الليالي التي نعتقد أنّها من ليلة القدر، وأذكر لكم نصيحة جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وآله حينما أقبل شهر رمضان فقال للمسلمين : "وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره الإجابة والعتق من النار". 

إنّ التصور المجانب للصواب بأنّ فضل شهر رمضان مقتصر على إحياء ليلة القدر مخالف لما ورثناه عن المعصومين صلوات الله عليهم فقد روي عنهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان في العشر الأواخر يشد مئزره وكان يطوي فراشه للصلاة والدعاء وورد عنهم بعض الأدعية المخصوصة للعشر الأواخر، وقد ذكر الشيخ الطبرسي رحمه الله في الاحتجاج أن الأصحاب قد اختلفوا في وقت قراءة دعاء وداع شهر رمضان وذلك فيه إشارة على اهتمام الأصحاب بإحياء ليالي شهر رمضان الأخيرة.


ويضاف إلى ما ذكرناه ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمد ابن مروان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنّ لله عزّ وجلَّ في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النَّار إلاّ من أفطر على مسكرٍ فإذا كان في آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه

ونحن الآن وما زلنا في ضيافة الله في أواخر شهر رمضان حيث انصرمت أيامه ولياليه وبقي لنا القليل منه، نرجوه تعالى أن يرحمنا ويمتعنا بطاعته وأن لا يصرف نظرنا عنه و أن يطيل أعمارنا في طاعته ويوسع علينا في رزقنا وأن يجعلنا ممن ينتصر به لدينه والحمدلله رب العالمين



Comments

Popular posts from this blog

ما معنى أن الله خلق الأشياء بالمشيئة؟

شبهة لعن الإمام لزرارة في الروايات

ما هو التفويض الباطل؟