فائدة حول منافاة تجارب ميكانيكا الكم لقواعد المنطق




بقلم السيد علي أبو الحسن 

بعض تجارب ميكانيكا الكم تمثل ممسكا للإلحاد ضد المنطق العام الذي يعتمد عليه المؤمنون؛ وذلك لأن نتائج هذه الفيزياء تصطدم مع
 المتوقع من جهات متعددة، إذ نتائج هذه الفيزياء تجري كثيرا بخلاف المتوقع بحسب ما نأنس به من نظام مشهود

:لست متخصصا ولكن عندي بعض التعليقات

أولا: مجرد مخالفة نتائج العلم للمتوقع أمر طبيعي معتاد، وكم له من نظير

ثانيا: مخالفة المتوقع لا تستدعي أبدا هدم قواعد المنطق؛ لأنه مع هدم قواعد المنطق العام سنقع تماما في هدم نفس التجربة والعلم! لأن قيمة التجربة تبتني على قواعد المنطق

ثالثا: لا يمكن إبطال مبدأ من المبادئ العقلية من خلال التجربة؛ وذلك لأن التجربة ترتبط بالحس ولا تتعدى ذلك لتؤثر على المبادئ العقلية غير المحسوسة

فلا معنى لئن يدعى أن العلم أبطل استحالة التناقض

لماذا؛ لأن معنى التناقض هو الإيجاب والنفي، فإذا كان الشيء ثابتا ومنفيا (موجودا ومعدوما) في وقت واحد فهذا هو الجمع بين النقيضين

ولكن لحظة

يمكن للحس أن يثبت حركة شيء، ولكن هل يمكن أن يحس بنفي تلك الحركة حتى يثبت اجتماع النقيضين؟! يمكن للحس أن يرى اللون الأحمر، ولكن هل يمكن أن يرى في نفس الوقت عدم اللون الأحمر؟

كلا وألف كلا، لا يمكن للحس أن ينال العدم، فالعدم ليس شيئا لكي يُحَس

ومع ذلك كيف يقال بأن التجربة أثبتت اجتماع النقيضين

إن نفس التأمل في طبيعة التجربة كاف للحكم بأنها غير متمكنة بحال من الأحوال من نقد أي مبدأ عقلي غير حسي

وكذلك الكلام في مبدأ السببية والمبادئ العقلية الأخرى المتعالية عن الحس وخصائصه

رابعا: مشكلة ميكانيكا الكم التي لم يتم حلها إلى الآن -وإن تم التنسيق معها- أن موضوع التجربة فيها (الجسيمات تحت الذرية) تتأثر بآلات الرصد، فلا يمكن تقديم نتائج موضوعية مطلقة

فبمجرد دخول آلة الملاحظة على الخط تتغير النتائج

ومع هذا قام العلماء بوضع قوانين تناسب هذه المشكلة، ولا إشكال في هذا كله

إنما الإشكال في أن ننتقل على الرغم من هذه المشكلة إلى نقد مبادئ المنطق العام

Comments

Popular posts from this blog

ما معنى أن الله خلق الأشياء بالمشيئة؟

شبهة لعن الإمام لزرارة في الروايات

ما هو التفويض الباطل؟