Posts

Showing posts from October, 2021

بيان مبدأ السببية وأهميته

Image
بقلم سيد علي أبو الحسن  أهميّة مبدأ السببية يدّعي الكثير من علماء المنطق والعقليات أن مبدأ السببية يُمثّل الحجر الأساس للفكر الإنساني، فمن دون هذا المبدأ لا يمكن أن يقوم صرح أي علم، سواء في ذلك العلم التجريبي والعلم الإنساني، وهذا المقال هو محاولة لبيان هذا المبدأ وبيان أهمّيّته بشكل عام وفي خصوص ما يرتبط بالإيمان بالله. مفاد مبدأ السببية يمكننا أن نُقَدّم صياغة مُبَسّطة [1] لهذا المبدأ بالقضية التالية "الحادث يجب أن يكون له سبب" . وأريد بالحادث هو "ما له ابتداء وجود" ، فسقوط التفاحة حادث؛ لأن السقوط له ابتداء وجود، فهو لم يكن موجودا ثم صار موجودا، وشُربُك للماء حادث؛ لأن لوجوده بداية، فهو لم يكن موجودا ثمّ صار موجودا، وأنت أيضا حادث كما أنني حادث؛ لأنني أنا وأنت لنا ابتداء وجود، فنحن لم نكن موجودَيْن ثم صرنا موجودَيْن، وهكذا. وأريد بالسبب هو "ما يُبَرِّر وجودَ غيره" أو [2] "ما يُعطي غيرَه الوجود" ، فأنت السبب في حركة يدك؛ لأنك أعطيت تلك الحركة وجودَها، وكرة البلياردو المتحركة هي السبب في حركة الكرة التي تم الاصطدام بها؛ لأنها التي أ...

هل التصميم الذكي نظرية علمية أم علم زائف؟

Image
بقلم حسن فلاح نظرية التصميم الذكي باختصار هي النظرية التي تعزو الخصائص في الأنظمة الحية إلى مسبّب ذكي بدلا من العمليات المادية غير الموجّهة وقد تم تقديمها لأول مرة في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات بواسطة مجموعة من العلماء أمثال تشارلز ثاكستون وروجر أولسون ووالتر برادلي، في محاولتهم لتفسير أصول المعلومات المشفرة في سلاسل وبدأت النظرية تكتسب زخما ويلتف حولها العديد من العلماء التجريبيين أمثال ويليام ديمبسكي ومايكل بيهي وستيفن ماير ومايكل دنتون وغيرهم لكن هناك جزء كبير من المجتمع العلمي لا يعتبر التصميم الذكي نظرية علمية بل يعتبرونها علما زائفا؛ فمثلا الأكاديمية الوطنية للعلوم صرّحت بأن التصميم الذكي يشير إلى أن هناك خارقا للطبيعة أوجد الحياة، وبالتالي لا يُعد هذا علما بسبب عدم إمكانية اختباره بالتجربة ولأنه لا يُعطي أي توقعات لكن في الواقع يمكن الدفاع عن هذه النظرية واعتبارها علما حالها حال سائر باقي النظريات، وذلك من خلال الرجوع للمعايير المعتمدة اليوم في منهج العلوم فالمنهج الذي يحظى بالقبول اليوم في المجتمع العلمي هو منهج كارل بوبر، والذي يقرّر بأن المسألة العلمية هي المسأ...

منهج مقترح لبحث الخلاف المذهبي - الجزء الاول

بقلم إبراهيم أحمد بن سليم إن الخلافات المذهبية - بل والفكرية بكافة مجالاتها  –  بين البشر قديمة ومستمرة، تتجدد بطبيعتها وتتطور ولكنها لا تنقطع أبداً، قد أُستخدمت  وو ُ ظفت من قبل كافة الأطراف السياسية والدينية وغيرها لغايات ٍ  حسنة وأخرى قبيحة، ولذلك يرى البعض الجدال فيها  شراً  حري بالعقلاء تجنبه، ويراه آخر  خيراً   وعملاً   مقدساً  يجدر بنا الاجتهاد فيه، وبين هذا وذاك تتعدد الرؤى ،  والحق أنه خير وشر بحسب أغراضه وأسلوبه؛ فالجدال إذا كان  مبنياً  على أسس ٍ  علمية ومنهج ٍ  سليم ٍ  وأسلوب يتسم بالاحترام  والصدق والانصاف فإنه يساهم بهدم الحواجز بين المختلفين، ويؤدي إلى تفاهم الأطراف، وإلا كان سبباً وباباً للشرور.     فإذا اتضح ذلك تتبين أهمية المناهج المتبعة في بحث الخلافات بشكل عام، فإذا صلح المنهج صلح البحث، وإذا فسد فسد، وواأسفاه على واقع الأبحاث الفكرية عموماً وأبحاث الخلاف  المذهبي خصوصاً، فقد وجدتها في عادتها غنية المغالطات والتحامل فقيرة الدقة  والإنصاف ، مما أوصلنا إلى ما وصلنا...