Posts

قولوا فينا ما شئتم

يقول البعض إن مقامات الأئمة عليهم ليس لها حدّ إلا الربوبية  فيجوز أن نقول هو خالق ورازق وكل ما يخطر في البال من مقامات حتى ولو لم نجد نصّا على ذلك المقام!  لأن الروايات قالت:  اجعلونا عبيداً مخلوقين، وقولوا فينا ما شئتم والجواب على هذا الكلام:  أولا إن صاحب هذا الكلام لا يلتزم أصلا بأن كلّ مقام دون الربوبية ثابت لهم عليهم السلام  فالنبوة والرسالة مثلا منفية عنهم، مع أن النبوة دون الربوبية!  فقد روى الكليني بسنده عن أبي عبدالله عليه السلام: إنما الوقوف علينا في الحلال فأما النبوة فلا وقد يُقال: إن مقام الأئمة عليهم السلام أعلى من الرسل والأنبياء، فلا يأتي النقض علينا!  فنقول: أولا كونهم عليهم السلام أفضل من الرسل الأنبياء لا يعني أنهم رسل ولا أنبياء، فالنبوة معناها تلقّي الوحي عبر المنام، والرسالة معناها رؤية الملك وإيصال رسالة أو شريعة جديدة؛ وأما الإمام فهو مُحدَّث، أي أنه يسمع صوت الملك، من غير أن تنزل عليه شريعة جديدة روى الكليني بسنده عن أبي جعفر عليه السلام: النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنا...

ما هو التفويض الباطل؟

Image
بقلم حسن فلاح    يأتي التفويض في الروايات بمعنيين ‏المعنى الأول للتفويض وهو الذي جاء في الروايات مقابل الجبر؛ ومعناه وقوع شيء في العالم على خلاف إرادته وبدون إذن منه سبحانه وتعالى؛  بحيث يريد الله وقوع شيء، فيقع على خلاف ما أراد، أو يقع شيء في العالم من دون أن يكون لله تعالى غرض فيه ؛ وهو ما يعبّر عنه بالتفويض الانعزالي؛ أي أن الله تعالى خلق العالم وتركه وانعزل عنه ‏المعنى الثاني للتفويض  فهو التفويض المتعلّق بإعطاء الغير الإذن العام بالتصرّف في أمور معينة بعد  إقداره على ذلك ، وبعد كون ما يفعله المفوّض إليه غير خارج عن إرادة الله تعالى وغرضه، فلا يلزم من هذا التفويض انعزال الله تعالى عن العالم والروايات التي جاءت بالمعنى الأول، هي روايات الأمر بين الأمرين  وقد أبطلت هذه الروايات هذا النوع من التفويض، وذكرت أن إرادة الله عز وجل نافذة في كل شيء، بما فيها أفعال العباد؛ فلا يقع شيء في الكون ولا شيء من أفعال العباد إلا بعد أن تتعلّق إرادة الله تعالى ومشيئته بجميع ذلك ، من دون أن يبلغ ذلك حدّ الجبر وسلب الاختيار عن العباد؛ فلا جبر ولا تفويض؛ أي أن الله تعالى لم ...

ما معنى أن الله خلق الأشياء بالمشيئة؟

روى الكليني بسنده عن عمر بن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خلق الله المشيئة بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشيئة  ما معنى هذا الكلام؟  وكيف يخلق الله الأشياء بالمشيئة؟  وهل معنى هذا أن الله لا يباشر خلق الأشياء؟  وهل المشيئة آلة وواسطة في إيجاد الأشياء ، بحيث تكون كالعصا بالنسبة للضارب وكالقلم بالنسبة للكاتب؟  وكيف يخلق الله المشيئة بنفسها؟  والجواب على هذه التساؤلات يتّضح من خلال هذه النقاط:  ١-  الرواية صريحة في أن المشيئة مخلوقة وحادثة ؛ وعليه لا يمكن أن تكون المشيئة صفة من صفات الله تعالى القائمة به، وذلك لأن ذات الله تعالى لا تقوم بها الحوادث ٢- أن الباء قد تأتي بمعنيين:  المعنى الأول: الآلة ؛ وهو كما في هذه الأمثلة:  ضرب زيد بالعصا كتب زيد بالقلم  فهنا العصا والقلم آلة وواسطة حقيقية في فعل الضرب والكتابة  المعنى الثاني: هو الشيء الذي بسببه يفعل الفاعل الفعل ، وهو كما في هذه الأمثلة:  قال تعالى: {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب } قال تعالى: {ونودوا أن تلكم الجنة أور...

روايات يحتجّ بها أحمد إسماعيل على إمامته- عرض ونقد

Image
  بقلم حسن فلاح بسم الله الرحمن الرحيم     أحمد إسماعيل رجل من البصرة، يدّعي أنه الابن الخامس للإمام المهدي -عليه السلام-، وأنه اليماني وأنه سفير الإمام المهدي -عليه السلام- أرسله للناس ليمهّد له، وأنه هو بنفسه حجة وإمام وأوّل المهديين، ويجب على الناس طاعته والاعتقاد به.  وهو يحاول أن يستدلّ على هذه الدعاوى بمجموعة من الروايات، سنتعرّض لها ونعلّق عليها بإذن الله تعالى. رواية الوصية إن أهمّ رواية يحتجّ بها جماعة أحمد إسماعيل في هذا الباب رواية رواها الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة، ووجه التركيز على هذه الرواية هو ذكر اسم "أحمد" مدّعيا أنه هو الشخص المقصود فيها.   روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده " عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – في الليلة التي كانت فيها وفاته – لعلي عليه السلام: يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة، فأملى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي، إ...